الرئيسية
تمايزت نظريات التكوين العقلي التي حاولت تفسير الذكاء تمايزا يعكس وجهة نظر رواد هذه النظريات في رؤيتهم للتكوين العقلي من ناحية، كما يعكس التطورات التي لحقت بأساليب القياس والتقويم والأساليب الإحصائية المستخدمة فيه من ناحية أخرى، حيث اتخذ علماء النفس أساليب متنوعة في فهم طبيعته ومكوناته.
و لقد انتقد "جاردنر" في كتابه "أطر العقل" عام (1983) اختبارات الذكاء التي تقيس الذكاء في ضوء أنه قدرة عقلية عامة، حيث رأى أنها متحيزة ثقافيا كما أنها تقيس نوعين فقط من الذكاء هما: الذكاء اللغوي والذكاء المنطقي أو الرياضي، وأكد على أنه لا يوجد شيء واحد اسمه ذكاء وأن الذكاء يتكون في بادئ الأمر من ذكاءات متعددة. وأن جميع الأفراد لديهم أنواع مختلفة من الذكاءات بدرجات متباينة.
ويضيف "جاردنر" أن الذكاء المقاس بالطريقة التقليدية يحدد مجالا معينا أو تنظيما محددا، أما منظور الذكاءات المتعددة فينظر للذكاء باعتباره قدرة سيكولوجية بيولوجية، يكمن الحصول عليها إلى مدى أكبر أو أقل نتيجة للعوامل الثقافية والدافعية والخبرة التي تؤثر على الفرد، وأن الرياضيات، والفيزياءـ واللغة، والموسيقى مجالات تتخلل الثقافة، ويمكن تحقيق أي مجال من خلال استخدام العديد من الذكاءات، فعلى سبيل المثال فإن مجال الأداء في الفيزياء يتضمن الذكاء الرياضي والمنطقي، والشخصي، والجسمي الحركي. وبالتالي فنظرية "جاردنر" حسب رأي "فاسكو fasko" بإمكانها تحفيز المتعلمين وتشجيعهم بصورة أكبر قصد تنمية ذكاءاتهم الأخرى، و يمكن تقديم أنواع الذكاءات التي تتناولها نظرية "جاردنر" كالتالي:
1. الذكاء اللغوي linguistic intelligence:
يحدده "جاردنر" بأنه القدرة على امتلاك اللغة و التمكن من استخدامها وهو من أكثر الكفاءات الإنسانية التي تعرضت للبحث. و الشواهد التي تدعم هذا النوع من الذكاء مستقاة من علم نفس النمو، ويطلق عليه الذكاء اللفظي ويضم قدرات استخدام المفردات اللغوية و القيام بالتحليل اللفظي وفهم المادة اللفظية وفهم المجاز و الاستعارة. "وهو القدرة على استخدام الكلمات بكفاءة شفويا ( كما هو الحال عند القاص والخطيب أو السياسي) أو تحريريا (كما هو الحال عند الشاعر، وكاتب المسرحية والمحرر أو الصحفي)" ويتضمن هذا الذكاء "التمكن من مهارات فهم اللغة من خلال القراءة أو الاستماع ومهارات إنتاج اللغة من خلال الكتابة والكلام" إلى جانب القدرة على تناول ومعالجة البناء اللغوي، والصوتيات، والمعاني وكذلك الاستخدام العلمي للغة، وهذا الاستخدام قد يكون في البلاغة أو البيان أو في النقد.
2. الذكاء المنطقي _ الرياضي logical-Mathematical intelligence :
ويحدده "جاردنر" في القدرة على معالجة السلاسل من الحجج والبراهين والوقائع للتعرف على أنماطها ودلالتها، أي يتطلب استخدام العلاقات المجردة وتقديرها. وهو أيضا "استطاعة الفرد استخدام الأعداد بفاعلية كما هو الحال عند علماء الرياضيات ومحاسبي الضرائب، أو الإحصائيين) وأن يستدلوا استدلالا جيدا (كما هو الحال عند العالم، ومبرمج الكومبيوتر أو عالم المنطق" ، ومن العمليات المستخدمة في هذا الذكاء التجميع في فئات، والتصنيف، والاستنتاج، والتعميم، واختبار الفروض، والمعالجات الحسابية.
3. الذكاء الشخصي Intrapersonal intelligence:
يرى "جاردنر" أن هذا الذكاء يعتمد على عمليات محورية تمكن الأفراد من التمييز بين مشاعرهم وبناء نموذج عقلي لأنفسهم، حيث يعمل كمؤسسة مركزية للذكاءات تمكنهم من أن يعرفوا قدراتهم وكيفية استخدامها على نحو أفضل. وهو "معرفة الذات والقدرة على التصرف توافقيا على أساس تلك المعرفة،وهذا الذكاء يتضمن أن يكون للفرد صورة دقيقة عن نفسه ( عن نواحي قوته وحدوده) والوعي بأمزجته، الداخلية ومقاصده ودوافعه وحالاته المزاجية و الانفعالية ورغباته والقدرة على تأديب الذات وفهمها وتقديرها" .
4. الذكاء الاجتماع Interpersonal intelligence :
ربط "جاردنر" بين الذكاء الشخصي بما يتضمنه من مشاعر داخل الفرد وبين الذكاء الاجتماعي والذي يعني قدرة الفرد على فهم الآخرين. حيث أكد في عرضه لنظريته على الترابط بين كل من الذكاء الشخصي والذكاء الاجتماعي، وذكر أنه رغم انفصالهما إلا أن العلاقات الضيقة داخل معظم الثقافات تجعلهما غالبا ما يرتبطان معا.
ويحدده "جاردنر" في "القدرة على التعرف على نوايا ومشاعر ودوافع الآخرين" ، أي القدرة على فهم اتجاهاتهم ودوافعهم و التصرف بحكمة حيالها والقدرة على التعامل بفاعلية مع الآخرين.
5. الذكاء الموسيقي Musical intelligence:
يتضمن الحساسية لاتساق الأصوات والألحان والأوزان الشعرية وتعيين درجة النغم أو طبقة الصوت والتناغم والميزان الموسيقي لقطعة موسيقية ما، أي القدرة على التركيبات الموسيقية والحساسية للأصوات والآلات الموسيقية والأنغام، كما يعني هذا الذكاء الفهم الحدسي الكلي للموسيقى، أو الفهم التحليلي الرسمي لها، أو الجمع بين هذا وذاك.
6. الذكاء المكاني Spatial intelligence:
يحدده "جاردنر" بــ" القدرة على التعامل مع المكان والانتقال من مكان إلى آخر" أي القدرة على رؤية الكون على نحو دقيق وتحويل أو تجديد مظاهر هذا الكون، وإدراك المعلومات البصرية والمكانية والتفكير في الحركة ومواضع الأشياء في الفراغ، القدرة على إدراك صور أو تخيلات ذهنية داخلية, ويتضمن الحساسية للألوان، والخطوط، والأشكال، الحيز والعلاقات بين هذه العناصر، وهي تتضمن القدرة على التصوير البصري، وأن يمثل الفرد ويصور بيانيا الأفكار البصرية أو المكانيةـ وأن يوجه نفسه على نحو مناسب.
7. الذكاء الجسمي الحركي Bodily-kinesthetic intelligence:
يتضمن القدرة على استخدام الجسم ببراعة ومعالجة الموضوعات يدويا، بمهارة للتعبير عن الأفكار والمشاعر، أي يرتبط بالحركات الطبيعية ومعرفة الجسم ويشمل القشرة المخية المحركة التي تتحكم في الحركات الإرادية والربط بين الجسم والمخ/ ويتضمن هذا الذكاء مهارات جسمية معينة منها التآزر، القوة، المرونة والسرعة وغيرها، ويبدو هذا الذكاء أكثر الذكاءات بعدا عن النظرة التقليدية للذكاء. والعمليات المحورية التي ترتبط بهذا الذكاء هي السيطرة على الأفعال الحركية الكتلية والرفيعة، والقدرة على تناول الأشياء الخارجية، والأسس البيولوجية لهذا الذكاء معقدة وهي تضم الآزر بين الأجهزة العصبية والعقلية والإدراكية.
8. الذكاء الطبيعي Natural intelligence:
ويحدده "جاردنر" بــ"القدرة على إدراك وتصنيف أنماط الموجودات وأنواعها في الطبيعة" ، بمعنى الحساسية لمظاهر الكون الطبيعية، وقدرة التعرف على النماذج و الأشكال في الطبيعة، أي القدرة على فهم الطبيعة وما بها من حيوانات ونباتات، والقدرة على التصنيف والحساسية لملامح أخرى في الطبيعة كالسحب والصخور وغيرها. و لهذه القدرة قيمتها وفائدتها في تاريخنا التطوري، وهي مستمرة من حيث كونها محورية في القيام بأدوار مختلفة في الحياة، وتستفيد من هذا الذكاء الطبيعي العلوم التي تتطلب التعرف على الأنماط والتميز بينها.
9. الذكاء الوجودي Existential intelligence:
يرى "جاردنر" أنه القدرة على التفكير بطريقة تجريدية، ومعالجة أسئلة عميقة حول الوجود الإنساني مثل الحياة، الموت، وما وراء الطبيعة. و لازالت البحوث مستمرة حول هذا النوع من الذكاء للتعرف أكثر عليه، والوصول إلى أهم العمليات المحورية التي تسهم فيه.
من خلال العرض السابق للذكاءات المتعددة من وجهة نظر "جاردنر" يمكن القول: إن كل فرد لديه عدة ذكاءات وفقا لهذه النظرية وهي: اللغوي، والرياضي المنطقي، والشخصي، والاجتماعي، والجسمي الحركي، والمكاني أو البصري، والموسيقي، والطبيعي، الوجودي. كما أن هذه الذكاءات تعمل بشكل مستقل، وتتفاوت مستوياتها داخل الفرد الواحد، و أن مستوى الذكاءات المتعددة يختلف من فرد لآخر، كما أن كل فرد يختص بمزيج أو توليفة من الذكاءات. و مثال ذلك أصحاب الرقص التعبيري يحتاجون إلى الاعتماد على الذكاء الجسمي الحركي غير أنه ينبغي أيضا أن يمتلكوا ذكاء موسيقيا يمكنهم من أداء الحركة التعبيرية والإيقاع الصحيح. و ينبغي أن يستخدموا الذكاءين الشخصي والاجتماعي إذا أرادوا أن يفسروا الشخصيات التي يلعبونها أو الأدوار التي يؤدونها أو أن يجعلوا الجمهور يهتم بأدائهن ويشجعه. وهنا وجب التأكيد على مسألة مهمة بخصوص تحديد أنواع الذكاء وفعالية توظيفه في السياقات العامة فــعلى سبيل المثال:"الذكاء الأكاديمي ليس له سوى علاقة محدودة بالحياة الانفعالية، فقد يفشل الشخص اللامع بيننا من حيث الذكاء، ويخفق في حياته، نتيجة عدم سيطرته على الانفعالات ودوافعه الجامحة. ويكمن أن يفتقر الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى ذكاء مرتفع إلى القدرة على تسيير حياتهم الخاصة على نحو يبعث على الدهشة" .
يذهب "جاردنر" إلى أن الأسوياء من الناس قادرون على أن يفيدوا ويوظفوا جميع ذكاءاتهم، ولكن الأفراد يتمايزون في صورهم الذكائية فملامح هذه الصور هي توليفة فريدة من ذكاءات قوية نسبيا وذكاءات ضعيفة نسبيا يستخدمونها لحل مشكلاتهم أو لتشكيل نواتج عملهم. ونواحي القوة النسبية هذه ونواحي الضعف تساعد ف تفسير الفروق الفردية. بحيث يكون بمقدور كل فرد التعبير عن
كل ذكاء من ذكاءاته المتعددة بأكثر من وسيلة.و لقد انتقد "جاردنر" في كتابه "أطر العقل" عام (1983) اختبارات الذكاء التي تقيس الذكاء في ضوء أنه قدرة عقلية عامة، حيث رأى أنها متحيزة ثقافيا كما أنها تقيس نوعين فقط من الذكاء هما: الذكاء اللغوي والذكاء المنطقي أو الرياضي، وأكد على أنه لا يوجد شيء واحد اسمه ذكاء وأن الذكاء يتكون في بادئ الأمر من ذكاءات متعددة. وأن جميع الأفراد لديهم أنواع مختلفة من الذكاءات بدرجات متباينة.
ويضيف "جاردنر" أن الذكاء المقاس بالطريقة التقليدية يحدد مجالا معينا أو تنظيما محددا، أما منظور الذكاءات المتعددة فينظر للذكاء باعتباره قدرة سيكولوجية بيولوجية، يكمن الحصول عليها إلى مدى أكبر أو أقل نتيجة للعوامل الثقافية والدافعية والخبرة التي تؤثر على الفرد، وأن الرياضيات، والفيزياءـ واللغة، والموسيقى مجالات تتخلل الثقافة، ويمكن تحقيق أي مجال من خلال استخدام العديد من الذكاءات، فعلى سبيل المثال فإن مجال الأداء في الفيزياء يتضمن الذكاء الرياضي والمنطقي، والشخصي، والجسمي الحركي. وبالتالي فنظرية "جاردنر" حسب رأي "فاسكو fasko" بإمكانها تحفيز المتعلمين وتشجيعهم بصورة أكبر قصد تنمية ذكاءاتهم الأخرى، و يمكن تقديم أنواع الذكاءات التي تتناولها نظرية "جاردنر" كالتالي:
1. الذكاء اللغوي linguistic intelligence:
يحدده "جاردنر" بأنه القدرة على امتلاك اللغة و التمكن من استخدامها وهو من أكثر الكفاءات الإنسانية التي تعرضت للبحث. و الشواهد التي تدعم هذا النوع من الذكاء مستقاة من علم نفس النمو، ويطلق عليه الذكاء اللفظي ويضم قدرات استخدام المفردات اللغوية و القيام بالتحليل اللفظي وفهم المادة اللفظية وفهم المجاز و الاستعارة. "وهو القدرة على استخدام الكلمات بكفاءة شفويا ( كما هو الحال عند القاص والخطيب أو السياسي) أو تحريريا (كما هو الحال عند الشاعر، وكاتب المسرحية والمحرر أو الصحفي)" ويتضمن هذا الذكاء "التمكن من مهارات فهم اللغة من خلال القراءة أو الاستماع ومهارات إنتاج اللغة من خلال الكتابة والكلام" إلى جانب القدرة على تناول ومعالجة البناء اللغوي، والصوتيات، والمعاني وكذلك الاستخدام العلمي للغة، وهذا الاستخدام قد يكون في البلاغة أو البيان أو في النقد.
2. الذكاء المنطقي _ الرياضي logical-Mathematical intelligence :
ويحدده "جاردنر" في القدرة على معالجة السلاسل من الحجج والبراهين والوقائع للتعرف على أنماطها ودلالتها، أي يتطلب استخدام العلاقات المجردة وتقديرها. وهو أيضا "استطاعة الفرد استخدام الأعداد بفاعلية كما هو الحال عند علماء الرياضيات ومحاسبي الضرائب، أو الإحصائيين) وأن يستدلوا استدلالا جيدا (كما هو الحال عند العالم، ومبرمج الكومبيوتر أو عالم المنطق" ، ومن العمليات المستخدمة في هذا الذكاء التجميع في فئات، والتصنيف، والاستنتاج، والتعميم، واختبار الفروض، والمعالجات الحسابية.
3. الذكاء الشخصي Intrapersonal intelligence:
يرى "جاردنر" أن هذا الذكاء يعتمد على عمليات محورية تمكن الأفراد من التمييز بين مشاعرهم وبناء نموذج عقلي لأنفسهم، حيث يعمل كمؤسسة مركزية للذكاءات تمكنهم من أن يعرفوا قدراتهم وكيفية استخدامها على نحو أفضل. وهو "معرفة الذات والقدرة على التصرف توافقيا على أساس تلك المعرفة،وهذا الذكاء يتضمن أن يكون للفرد صورة دقيقة عن نفسه ( عن نواحي قوته وحدوده) والوعي بأمزجته، الداخلية ومقاصده ودوافعه وحالاته المزاجية و الانفعالية ورغباته والقدرة على تأديب الذات وفهمها وتقديرها" .
4. الذكاء الاجتماع Interpersonal intelligence :
ربط "جاردنر" بين الذكاء الشخصي بما يتضمنه من مشاعر داخل الفرد وبين الذكاء الاجتماعي والذي يعني قدرة الفرد على فهم الآخرين. حيث أكد في عرضه لنظريته على الترابط بين كل من الذكاء الشخصي والذكاء الاجتماعي، وذكر أنه رغم انفصالهما إلا أن العلاقات الضيقة داخل معظم الثقافات تجعلهما غالبا ما يرتبطان معا.
ويحدده "جاردنر" في "القدرة على التعرف على نوايا ومشاعر ودوافع الآخرين" ، أي القدرة على فهم اتجاهاتهم ودوافعهم و التصرف بحكمة حيالها والقدرة على التعامل بفاعلية مع الآخرين.
5. الذكاء الموسيقي Musical intelligence:
يتضمن الحساسية لاتساق الأصوات والألحان والأوزان الشعرية وتعيين درجة النغم أو طبقة الصوت والتناغم والميزان الموسيقي لقطعة موسيقية ما، أي القدرة على التركيبات الموسيقية والحساسية للأصوات والآلات الموسيقية والأنغام، كما يعني هذا الذكاء الفهم الحدسي الكلي للموسيقى، أو الفهم التحليلي الرسمي لها، أو الجمع بين هذا وذاك.
6. الذكاء المكاني Spatial intelligence:
يحدده "جاردنر" بــ" القدرة على التعامل مع المكان والانتقال من مكان إلى آخر" أي القدرة على رؤية الكون على نحو دقيق وتحويل أو تجديد مظاهر هذا الكون، وإدراك المعلومات البصرية والمكانية والتفكير في الحركة ومواضع الأشياء في الفراغ، القدرة على إدراك صور أو تخيلات ذهنية داخلية, ويتضمن الحساسية للألوان، والخطوط، والأشكال، الحيز والعلاقات بين هذه العناصر، وهي تتضمن القدرة على التصوير البصري، وأن يمثل الفرد ويصور بيانيا الأفكار البصرية أو المكانيةـ وأن يوجه نفسه على نحو مناسب.
7. الذكاء الجسمي الحركي Bodily-kinesthetic intelligence:
يتضمن القدرة على استخدام الجسم ببراعة ومعالجة الموضوعات يدويا، بمهارة للتعبير عن الأفكار والمشاعر، أي يرتبط بالحركات الطبيعية ومعرفة الجسم ويشمل القشرة المخية المحركة التي تتحكم في الحركات الإرادية والربط بين الجسم والمخ/ ويتضمن هذا الذكاء مهارات جسمية معينة منها التآزر، القوة، المرونة والسرعة وغيرها، ويبدو هذا الذكاء أكثر الذكاءات بعدا عن النظرة التقليدية للذكاء. والعمليات المحورية التي ترتبط بهذا الذكاء هي السيطرة على الأفعال الحركية الكتلية والرفيعة، والقدرة على تناول الأشياء الخارجية، والأسس البيولوجية لهذا الذكاء معقدة وهي تضم الآزر بين الأجهزة العصبية والعقلية والإدراكية.
8. الذكاء الطبيعي Natural intelligence:
ويحدده "جاردنر" بــ"القدرة على إدراك وتصنيف أنماط الموجودات وأنواعها في الطبيعة" ، بمعنى الحساسية لمظاهر الكون الطبيعية، وقدرة التعرف على النماذج و الأشكال في الطبيعة، أي القدرة على فهم الطبيعة وما بها من حيوانات ونباتات، والقدرة على التصنيف والحساسية لملامح أخرى في الطبيعة كالسحب والصخور وغيرها. و لهذه القدرة قيمتها وفائدتها في تاريخنا التطوري، وهي مستمرة من حيث كونها محورية في القيام بأدوار مختلفة في الحياة، وتستفيد من هذا الذكاء الطبيعي العلوم التي تتطلب التعرف على الأنماط والتميز بينها.
9. الذكاء الوجودي Existential intelligence:
يرى "جاردنر" أنه القدرة على التفكير بطريقة تجريدية، ومعالجة أسئلة عميقة حول الوجود الإنساني مثل الحياة، الموت، وما وراء الطبيعة. و لازالت البحوث مستمرة حول هذا النوع من الذكاء للتعرف أكثر عليه، والوصول إلى أهم العمليات المحورية التي تسهم فيه.
من خلال العرض السابق للذكاءات المتعددة من وجهة نظر "جاردنر" يمكن القول: إن كل فرد لديه عدة ذكاءات وفقا لهذه النظرية وهي: اللغوي، والرياضي المنطقي، والشخصي، والاجتماعي، والجسمي الحركي، والمكاني أو البصري، والموسيقي، والطبيعي، الوجودي. كما أن هذه الذكاءات تعمل بشكل مستقل، وتتفاوت مستوياتها داخل الفرد الواحد، و أن مستوى الذكاءات المتعددة يختلف من فرد لآخر، كما أن كل فرد يختص بمزيج أو توليفة من الذكاءات. و مثال ذلك أصحاب الرقص التعبيري يحتاجون إلى الاعتماد على الذكاء الجسمي الحركي غير أنه ينبغي أيضا أن يمتلكوا ذكاء موسيقيا يمكنهم من أداء الحركة التعبيرية والإيقاع الصحيح. و ينبغي أن يستخدموا الذكاءين الشخصي والاجتماعي إذا أرادوا أن يفسروا الشخصيات التي يلعبونها أو الأدوار التي يؤدونها أو أن يجعلوا الجمهور يهتم بأدائهن ويشجعه. وهنا وجب التأكيد على مسألة مهمة بخصوص تحديد أنواع الذكاء وفعالية توظيفه في السياقات العامة فــعلى سبيل المثال:"الذكاء الأكاديمي ليس له سوى علاقة محدودة بالحياة الانفعالية، فقد يفشل الشخص اللامع بيننا من حيث الذكاء، ويخفق في حياته، نتيجة عدم سيطرته على الانفعالات ودوافعه الجامحة. ويكمن أن يفتقر الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى ذكاء مرتفع إلى القدرة على تسيير حياتهم الخاصة على نحو يبعث على الدهشة" .
يذهب "جاردنر" إلى أن الأسوياء من الناس قادرون على أن يفيدوا ويوظفوا جميع ذكاءاتهم، ولكن الأفراد يتمايزون في صورهم الذكائية فملامح هذه الصور هي توليفة فريدة من ذكاءات قوية نسبيا وذكاءات ضعيفة نسبيا يستخدمونها لحل مشكلاتهم أو لتشكيل نواتج عملهم. ونواحي القوة النسبية هذه ونواحي الضعف تساعد ف تفسير الفروق الفردية. بحيث يكون بمقدور كل فرد التعبير عن
