منتدى ماستر التواصل وتحليل الخطاب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى التواصل و تحليل الخطاب بكلية الآداب و العلوم الإنسانية /جامعة ابن طفيل بالقنيطرة/المغرب ، ماستر يشرف عليه د.حسن لشكر


2 مشترك

    مسرح الإستقلال بالمغرب بين الإزدهار والإنهيار وسؤال الهوية

    عبد الرحيم الحمدوني
    عبد الرحيم الحمدوني


    المساهمات : 3
    تاريخ التسجيل : 22/03/2011
    الموقع : myspace7@hotmail.fr

    مسرح الإستقلال بالمغرب بين الإزدهار والإنهيار وسؤال الهوية  Empty مسرح الإستقلال بالمغرب بين الإزدهار والإنهيار وسؤال الهوية

    مُساهمة  عبد الرحيم الحمدوني الجمعة أبريل 15, 2011 7:09 pm

    []إن أول ما يتبادر إلى ذهن الباحث في مسار المسرح المغربي هو التساؤل حول ما إذا كان المسرح المغربي قد عرف ازدهارا في إحدى مراحله ،أو حتى التساؤل عما إذا كان المغرب قد عرف المسرح بصيغته الحقيقية المطبوعة بالصبغة المغربية الخالصة.
    ويكون السبب في طرح هذه التساؤلات راجع بالأساس لمما شهده المسرح المغربي خلال مساره من أزمات ومشاكل وصعوبات، حيث ظلت مسألة استنبات المسرح المغربي قضية أساسية وذلك منذ الظهور الأول للمسرح على أرض المغرب، وما عناه الرواد الأوائل من اجل القيام بمهمة التأسيس الأولى، خاصة وان الممارسة المسرحية قد شكلت وسيلة لتجميع الناس وشحنهم للمساهمة في عملية التحرير في ظل المغرب المسلوب الحرية والحقوق والأرض. لينجب هذا الوضع روادا مسرحيين أثروا الممارسة المسرحية للمغرب، كما فعلوا وظيفة المسرح لأجل خدمة الغايات التحريرية، ويتعلق الأمر بالمهدي لمنيعي وعبد الواحد الشاوي ومحمد القري، هذا الأخير الذي يعتبر بحق شهيد المسرح المغربي. لتستمر عملية التأسيس لمشروع مسرحي لتطال مرحلة الاستقلال وذلك من خلال مجهودات جبارة من طرف الرواد الذين أكدوا أهمية المسرح وقيمته في تفعيل حركية المجال الإبداعي والثقافي عامة، فعملوا على تحقيق تواصل فاعل مع الجمهور المغربي لتستمر عملية التأسيس للمسرح ببلادنا من خلال المسرح الهاوي الذي أنتج مجموعة من المساهمات بحثا عن صيغة مسرحية مغربية وعن تثبيت قدم المسرح على الأرضية المغربية المهتزة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا عشية الاستقلال. هذا إضافة إلى مجهودات وزارة الشبيبة والرياضة الجبارة من أجل دعم هذا المشروع وتزكيته من خلال مجموعة من الإجراءات الفعالة والبناءة التي أثمرت الكثير من الإنجازات لعل أبرزها الزيادة في عدد الفرق المسرحية التي حملت المشعل بعد الاستقلال للتألق والبروز في الساحة المسرحية المغربية والعربية. كما برز مجموعة من رجال المسرح الذين خلدهم السجل المسرحي المغربي نظرا لعطاءاتهم وأعمالهم القيمة التي صبغت فترة الاستقلال بالرقي المسرحي رغم صعوبة إيجاد التوازن في ظل المغرب الحديث الاستقلال.
    هذا ويرى مجموعة من الدارسين أن المغرب لم يعرف حتى الآن تأسيسا حقيقيا لمشروع مسرح مغربي، فيما ذهب البعض إلى التشكيك في تاريخ المسرح المغربي خصوصا فترة السبعينيات ومن بينهم عبد الكريم برشيد الذي قال « وبهذا وجب أن نعيد النظر- ليس في المسرح كمسرح- ولكن في الصيغة التي تسربت إلينا من الغرب وهي صيغة لا تخرج عن كون أنها مجرد اجتهاد فقط وهو اجتهاد ليس مرتبطا بنا نحن. ولكن بالآخرين وذلك باعتبار أنهم ثقافات وذهنيات تنتمي لبيئات مكانية وزمانية مغايرة من هنا وجب أن نضع هذه الصيغة الغربية موضع الشك والتساؤل، وأن نضع أيضا، مرحلة كبيرة ومهمة من تاريخنا المسرحي موضع التساؤل أيضا. لماذا أخذنا صيغة أو صيغا من المسرح ولم نأخذ المسرح؟ لماذا أخذنا الصدى ولم نلتفت للصوت»؟ 1. لكن يجب ألا ننسى انه لولا تلك الاقتباسات ولولا التكوين المسرحي الذي أطر فيه مؤطرون اجانب شبابا مغاربة، لما وصلنا هذا الفن مع العلم أن المغرب لم يعرف المسرح إلا في العشرينيات من القرن الماضي وبالتالي فلا زال فتيا ولم يتجدر بعد، فكان من اللازم إيجاد منفذ لصقل الموهبة والتجربة المسرحية، فشكل الغرب ذلك المنفذ لعدة اعتبارات كونهم كانوا السباقين إلى هذه التجربة منذ مدة طويلة مكنتهم من اكتساب تجارب متينة في مجال فن الركح.
    وهذا لا ينفي أن المسرح المغربي أخذ صيغة المسرح الغربي ولم يأخذ المسرح، لكن ذلك شكل الأساس من أجل إنشاء مشروع مسرحي مغربي وقد تجلى ذلك بالأساس في إبداعات فرق الهواة وطابعهم التجريبي، من خلال تجريبهم لطرق مسرحية تعكس الواقع المغربي مزاوجين في ذلك بين استيحاء التراث المغربي وتجريب طرق غربية جديدة. هذا ولا يمكن جزم الحكم على أن المسرح المغربي لم يعرف ازدهارا مسرحيا، ويظهر ذلك من خلال مجموعة من المؤشرات الدالة على ذلك، كارتفاع عدد النصوص والعروض المسرحية وتضاعف عدد الفرق إضافة إلى الاهتمام الإداري والجماهيري بهذا الفن الذي أسر قلوب وعقول المغاربة نظرا لبساطته وعظمته ولواقعيته ولخياله الخصب..
    وخلاصة القول انه رغم ما عانى منه مسرح مرحلة بعد الاستقلال بالمغرب فهي تعد مرحلة بارزة في مسار المسرح المغربي بحكم أنها تمثل المرحلة الذهبية، لكن هذا فقط إذا ما قارناها بالمرحلة السابقة والمراحل اللاحقة، لكن إذا تناولناها بالدرس بشكل منفرد تجلى لنا الاهتزاز الذي شاب مسرح تلك الفترة، نظرا لعرضته لمجموعة من العوامل كالرقابة والاقتباس وقلة الخبرة إضافة إلى تهميش مسرح الهواة وردم مشروعه الثقافي والجمالي بالوصاية عليه وبعدم دعمه وتشجيعه كما أن المهرجانات المخصصة له، قد تم إفراغها من كل محتوى أضف إلى ذلك عدم الاهتمام بالحالة المادية والمعنوية لرواد المسرح المغربي، ثم نخبوية الإنتاجات المسرحية وعزلة المسرح الجامعي، إضافة إلى أن تلك المرحلة قد خلفت مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالمجتمع المغربي لعل أبرزها التساؤل عن كيف يمكن للمسرح أن يطرح علاقته بالمجتمع المغربي؟ وكيف يمكن للمسرح أن يمثل الهوية المغربية مسرحيا؟ وكيف يمكن للمسرح أن يتموقع من إشكالات الذات والآخر والأزمة والتبعية والمؤسسة والهامش؟ وكيف يمكن للمسرح بالمغرب أن يطرح موقفه الإنساني والقومي والوطني؟ وكيف يمكن للمسرح بالمغرب أن يصوغ قضاياه الفكرية والجمالية؟
    كلها أسئلة كانت ولازالت تشكل كابوس اليقضة بالنسبة للدارس والمتتبع للمسرح المغربي وللممارس وللمهتم وللمثقق والمتفرج على حد سواء..

    1"عز الدين بونيت، الشخصية في المسرح المغربي- بنيات وتجليات-منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، سلسلة وأطروحات والرسائل 2، مطبعة المعارف الجديدة، ص:171[/]

    عبد الرحيم الحمدوني
    طالب باحث


    عدل سابقا من قبل عبد الرحيم الحمدوني في الجمعة أبريل 15, 2011 10:20 pm عدل 1 مرات
    محمد الكرافس
    محمد الكرافس
    Admin


    المساهمات : 7
    تاريخ التسجيل : 18/02/2011
    العمر : 47
    الموقع : http://blog.amin.org/mohamedkrafess

    مسرح الإستقلال بالمغرب بين الإزدهار والإنهيار وسؤال الهوية  Empty بداية موفقة

    مُساهمة  محمد الكرافس الجمعة أبريل 15, 2011 8:07 pm


    مقالك جميل و يطرح مجموعة من الافكار المهمة حول المسرح المغربي و كرونولوجيته الراهنة فقظ المقدمة تبدو متداخلة مع العرض و غير منفصلة عنه مع تجنب وضع علامات الاستفهام لأن الجمل لم ترد تركيبيا بصيغة أسئلة.
    بداية موفقة أخي عبد الرحيم

    محمد الكرافس

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 10:45 am