منتدى ماستر التواصل وتحليل الخطاب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى التواصل و تحليل الخطاب بكلية الآداب و العلوم الإنسانية /جامعة ابن طفيل بالقنيطرة/المغرب ، ماستر يشرف عليه د.حسن لشكر


    فلسفة اللغة وايديولوجية الخطاب

    عبد الرحيم الحمدوني
    عبد الرحيم الحمدوني


    المساهمات : 3
    تاريخ التسجيل : 22/03/2011
    الموقع : myspace7@hotmail.fr

                                         فلسفة اللغة وايديولوجية الخطاب Empty فلسفة اللغة وايديولوجية الخطاب

    مُساهمة  عبد الرحيم الحمدوني الإثنين أبريل 18, 2011 7:20 pm

    لطالما إنحصر دور اللغة في التعبير عما يدور بالذهن، أو تصويرا لما يدور أمامنا من أحداث ووقائع ، واستحكمت هذه الرؤية زمنا طويلا حتى ساد الإعتقاد أن دور اللغة إجمالا هو تمثيل وتصوير ما يجري في الواقع.
    لكن المدقق في تاريخ العلوم السياسية وفلسفة الأخلاق والبلاغة ، يلاحظ أن اللغة تتبدل تعابيرها وقضاياها بتبدل الإستعمالات والمقاصد التي تكمن ورائها مما ينتج خطابات متعددة ، بإعتبار الخطاب من دواخل اللغة ونتاجا لها ، هذا الأخير الذي تلونت تحديداته فبات مطابقا للخطابة ورديفا للإ يديولوجيا أو مقابلا للبرامج السياسية أو كمعرفة مؤسساتية مولدة لسلطة الرقابة والسيطرة و التحكم بفكر الإنسان ووجدانه على حد تعبير فوكو . هذا ما يجعل الخطاب يوازي السلطة وكناية عن نظام موجود في مؤسسات المجتمع ، مايكسب اللغة قوتها لتلعب دورا أساسيا في التحولات الإجتماعية ، ولقد إرتبط هذا كله بالتحول الفكري الذي أصاب اللغة ودورها عندما أوضح الفيلسوف الألماني فريجة عدم إسقلالية الفكر عن اللغة. ما شكل أرضية إنطلق منها فلاسفة اللغة في مشارف القرن العشرين ليتجاوزوا ما اصطلح عليه لمدة طويلة "اللغة مرآة الفكر" وذلك لفائدة رؤية أخرى تعتبر اللغة نظام محايد فهي لاتعكس الواقع مدامت العلاقة بين العلامة والمرجع تعسفية والعلاقة بين الدال والمدلول إعتباطية . كل ذلك يخلق نوعا من التشكيك في مدى خلق اللغة لخطابات يتطابق المعنى فيها مع الحقيقة ، وهذا هو مجال فلسفة اللغة التحليلية التي ترتكز على العلاقة بين الصدق والمعنى وترى انه لايجوز حصر اللغة في سجن البيان ، لأنه من الخطأ قصر اللغة على التعبير والوصف فقط بل لها أدوار أخرى إيديولوجية تعكس خلفية المتكلم وإنتمائه وتكشف عن هويته الثقافية وتفصح عنها ، كما أنها تحدد أنواع الخطاب وإديولوجيته كذلك ، فنتحدث عن خطاب سياسي وعن خطاب ديني و آخر فلسفي...فإعتمادا على تلك الخطابات يتحدد تميزها عن بعضها .فهي تخادع وتناور كما في الخطاب السياسي وثأثر وتقنع كما في الخطاب الإشهاري وتغالط وتخفي الحقيقة كما في الخطاب السفسطائي ، كل ذلك يجعلها أداة التواصل الإجتماعي الأول بإمتياز ما يرسخ الخطاب بدوره كأثر إجتماعي وإديولوجي كما تصبح اللغة الكيان الثقافي الذي ينتمي إليه الفرد المستخدم لها، والتي تحمل حقيقة متعارف عليها داخل مجتمع معين على ضوء الطرح الذي يرى أن الحقائق المختلفة تفرضها إيديولوجيات مختلفة ، بإعتبار الحقيقة في ذهن الفرد والذهن الجمعي داخل بيئة متماسكة ، فكل ثقافة تحدد قواعد عامة يتحرك بموجبها الأفراد فيما يكون مفيد لهم . ومن تم فعدم التوافق بين المجتمعات في رؤية موحدة للحقيقة هو أساس بناء إيديولوجيات مختلفة.



    عبد الرحيم الحمدوني
    طالب باحث




      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 8:45 am